كيف بدأت القصة ؟

هي فكرة حرية أولا!…

لم تكن غير ذلك في البداية لما أعلمني أبي عن دورة تكوينية تبعها حول البرامج الحرة نظمتها جمعية بجامعة المدينة. كنت أسمع قبل ذلك عن فكرة البرنامج المفتوح المصدر واستهوتني روح الفكرة المتمثلة في المشاركة و التعاون و تحرير التكنولوجيا في فائدة الجميع و أدركت حينها فكرة البرامج الحرة و فلسفتها كبديل عن سيطرة الشركات الكبرى على التكنولوجيا. فكرة كانت جذابة فعلا و لكنها كانت بعيدة المنال عني بسبب تكويني البعيد آنذاك عن الإعلام الآلي. بقي الأمر كذلك إلى أن شجعني أبي على تنصيب نظام اللينكس على حاسوبي الخاص الجديد حينها. عرفت أن الأمر ممكن و متاح و ليس صعبا كما خُيل لي و كذلك لديه كثير من المزايا. عرفت بعد ذلك أنه يمكن أن يتصل بسهولة على الانترنت و أنه يحوي متجرا للبرامج الحرة و هي الفكرة التي لم تكن موجودة من قبل على أجهزة اللينكس و لعل غوغل و آبل استعملتها بعد ذلك لأنظمتها للهواتف . أول نظام نصّبته كان Kubuntu . كأول برنامج لينكس على حاسوبي المحمول آنذاك. أدركت جماليات مكتب KDE و نصبت برامج كثيرة مثل Gimp لتعديل الصور و Blender للنمذجة الأشكال ثلاثية البعد و غيرها. لكني لم أجد سبيلا إلى إيجاد أنظمة تصميم معماري CAD قوية تحاكي منظومة أوتودسك أو غرافيسوفت للأسف و هو الإشكال الذي مازال قائما إلى اليوم بالإضافة إلى إشكال التجانس بين البرامج و بين الطابعات و الذي تم حله بعد ذلك. اليوم أغلب الطابعات الموجودة تتعامل بسلاسة مع أنظمة اللينكس ؛ أفضل حتى من أنظمة الويندوز . بعد ذلك درجت على تعلم برامج عديدة ، بعضها كان باتباع دورات مثل LaTeX الذي تعلمته بدورة تكوينية و عملت به على إنشاء وثائق خاصة بأعمال بجامعتي التي أعمل بها و كذا برنامج R و بدأت إذذاك في تعلم Python ثم QGIS. عرفت أن من أهم أنظمة اللينكس الحرة ، صلابتها و درجة الحماية بها و خاصة أنها تحوي برامج احترافية إلى حد بعيد.

كُتب في 14/07/2024